عادت عجلة بطولة دوري الأمم الأوروبية إلى الدوران، بعدما انطلقت نسختها الرابعة في 5 أيلول الماضي، وهي تُلعَب لجمع منتخبات القارة الأوروبية في مباريات رسمية أكثر تنافسية من المباريات الودية، لجذب المشاهدين ورفع قيمة العائدات المالية، بالإضافة إلى أنّها مؤهّلة إلى نهائيات كأس أوروبا 2028.
يدافع المنتخب الإسباني، بطل كأس أوروبا 2024، عن لقب النسخة الأخيرة من دوري الأمم، إذ توّج بالنسخة الثالثة عام 2023، بعدما خسر نهائي النسخة الثانية أمام نظيره الفرنسي في عام 2021. وكان المنتخب البرتغالي قد تُوّج بلقب النسخة الأولى عام 2018.
شهدت الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية في المستوى الأول، مباراة قمة مثيرة بين المنتخب الإيطالي وضيفه البلجيكي، انتهت متكافئةً بينهما 2-2.
في الشوط الأول، سيطر الـ»أتزوري» خصوصاً على الجهة اليسرى مع اعتماد المدرب لوتشيانو سباليتي على خطة مرتكزة باللعب على الأطراف، فأسفرت عن هدفَين مبكرَين لأصحاب الأرض عبر أندريا كامبياسّو بتسديدة من منتصف منطقة الجزاء (د1) وماتيو ريتيغي بتسديدة من على حافة الصندوق في الزاوية اليمنى البعيدة (د24).
غير أنّ نقطة التحوّل في المباراة كانت لحظة طرد المهاجم الثانوي لورينزو بيلليغريني، بعد الرجوع إلى تقنية الحكم المساعد بالفيديو (VAR) (د40). ما أسفر سريعاً عن هدف التقليص لـ»الشياطين الحُمر» عبر ماكسيم دي كويبر بتسديدة من خارج المنطقة (د42).
ومع انخفاض القدرة على السيطرة على الكرة ومجاراة وسط الميدان البلجيكي بسبب النقص العددي، تلقّت الشباك الإيطالية هدف التعادل بسبب خطأ فادح من الحارس جيانلويجي دوناروما إثر تسديدة للياندرو تروسار (د62).
وتحسّن أداء المنتخب البلجيكي مع تحوّل الجناح جيريمي دوكو إلى الجهة اليسرى، فبات تروسار في مركز صانع الألعاب، لكن وعلى الرغم من سَيل التسديدات على المرمى الإيطالي، إلّا أنّهم لم ينتزعوا فوزاً لأول مرّة من إيطاليا منذ عام 1999.
بشكل عام، بدأت تتبلور بصمة سباليتي على أداء الفريق كشكل وتنظيم داخل أرض الملعب، خصوصاً أنّه استطاع أن يتعامل مع النقص العددي بوجود لاعبين شباب.
في المجموعة الثالثة، عاد المنتخب الألماني من البوسنة والهرسك بفوز ثمين 1-2 رفعه إلى صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، وبفارق نقطتَين عن وصيفه الهولندي الذي تعادل 1-1 مع المجر.
لم يَظهر المنتخب البوسني بصورة تنافسية موازية للألمان، لكنّه حسّن قليلاً من أدائه مع تقدّم عمر المباراة، فأزعج الـ»مانشافت» بهجمات خطيرة في الشوط الثاني.
وما قلب موازين المباراة كانت الفوارق الكبيرة بين المنتخبَين على الصعيدَين الجماعي والقدرة الفنية، ففاز الألماني بأقل مجهود بدني، على الرغم من خروج البوسنيِّين من المناطق الخلفية.
خلال 6 دقائق، سجّل المهاجم دنيز أونداف هدفَي الفوز لألمانيا بتسديدتَين من داخل المنطقة (د30 و36)، قبل أن يقلّص المهاجم إدين دجيكو الفارق برأسية (د70) أدّت إلى موجة انتقادات للحارس مارك نوبل، بديل مارك أندريه تير شتيغن المصاب، إذ تلقّى هدفاً من التسديدة الأولى على مرماه في ما يبدو على أنّه أزمة بتعويض الحارس مانويل نوير المعتزل دولياً مؤخّراً.
في المجموعة الرابعة، إنتزع المنتخب الإسباني الصدارة برصيد 7 نقاط بفوزه على وصيفه وضيفه الدنماركي (6 نقاط)، بهدف من دون ردّ.
بدأ مدرب «لاروخا» لويس دو لا فونتي المباراة بتشكيلة متوقعة ومشابهة نوعاً ما للتي توّج بها في كأس أوروبا الأخيرة، مع زيادة الكثافة الهجومية والاعتماد على صانع الألعاب بيدري خلف المهاجم متقدّماً على لاعبَي الارتكاز التقليديين: فابيان رويز ومارتن زوبيمندي.
في المقابل، قرأ المدرب الدنماركي لارس كنودسن المباراة بشكل جيد معتمداً على تشكيلة مناسبة من 5 لاعبي وسط متقدّمين على 3 مدافعين لوقف المَدّ الهجومي الإسباني.
مع ذلك، كان الضغط الإسباني واضحاً وتاماً على كل مجريات المباراة، مُتبعاً بهجمات خطيرة على المرمى الدنماركي. بيد أنّ هدف الفوز انتظر حتى الدقيقة 70، ليسجّل زوبيميندي بتسديدة من خارج منطقة الجزاء.
مع اقتراب المباراة من النهاية، تلقّى دو لا فونتي، أسوةً بنادي برشلونة، ضربة قاسية بإصابة الجناح الأيمن لاميل جمال، فاستبدله بالمدافع سيرخيو غوميز.
وشهدت الجولة الثالثة، مداورة المنتخبات للاعبيها الشبان والمخضرمين، مع إعطاء فرصة للاعبين الشبان ليحتكّوا خلال مباراة تنافسية رسمية بدلاً من المباريات الودية، تحضيراً لخوض تصفيات كأس العالم 2026.